ورحمتـه تعمّـك كـل صبـح الـيـك مــن السـمـوات العـوالـى
تصب حياً فتحيا الأرض زرعاً بسح السّحب من قبل الـزوال
وبركات يجسـن علـى ثـراك يجـود بهـنّ غرسـك مـن نـوال
اليك أتيـت يـا وطنـى وكنـت قتيـل الوجـد مـن بعـد الوصـال
أسائـل كـل نسـم مـنـك آت ويعـجـز أن يــردّ عـلـى سـؤالـى
فأرسم صورةً لك فى البعيـد ويصغرعنـك نسـج فـى الخيـال
وكـم مـن ليلـة أرسـلـت طيـفـاً لطيـفـك عـلّـه بـيـن الليـالـى
أحبـك أيّهـا السـودان حبـاً علـى الأزمـان لــم يخـطـر بـبـال
ففيه وجـدت للايمـان ركنـاً يريـح القلـب مـن نـزغ الضـلال
تسـام الـروح دونـك وهـى فـرد فحبّـك جـاء بـعـد الله غــال
وكـم سلـم الـذى خـاض المنايـا ورعديـد يمـوت بــلا قـتـال
فـان كـان الخليـل يبـثّ يومـاً لعـزّة مــا بــراه مــن الـهـزال
وشوقـاً قـد أذاب اللحـم منـه وصـار الجسـم اشبـه بالـخـلال
فمات مع التمنّـى لسيـر حـاف وجلسـة خلـوة تحـت الظـلال
أعـاد الـحـبّ روحــه للخـلـود ورقّــاه الــى رتــب المعـالـى
كـذا الاوطـان تصنـع مـن بنيهـا رجـالاً يذخـرون لكـل حــال
فمنهم من يفى الاصلاح حقاً ومنهم من يموت على النّصـال
رضعت الشعر منك و كنت طفلاً وجئتـك شاعـراً فـذّ المقـال
فأدهشنـى الـذى أوحيتنـيـه بـأنـك هـالـة فــى ذا الـجـلال !!
كساك الزرع من خضرالثياب ولفّك( قرمصيص) مـن رمـال
فأنـت لنبتـة اصـل وفـصـل , وسـحـرك بابـلـىّ غـيـر بـالـى
ونيلـك جاريـاً عبـر الـقـرون يـجـود علـيـك بالـمـاء الــزلال
اذا حلّت بك الغربـاء يومـاً يـرون النخـل رهطـاً مـن موالـى
ومـن شهـد المحـاق علـى ثـراك يـخـال الـيـه ينـظـر للهلال
وتاسعـة الجنـان علـى الأديـم يطفـن عليـك ربّــات الحـجـال
تدانيهـن فـى الأوصـاف طـراً , وعيبـك ان مـا لـك لـلـزوال
فيا عجبى لما شاهـدت فيـك كأنـه آيـى رسـم فـى الخيـال !!
أخاطب نفسى فى غمر الذّهول أهذا جاء من صنع الرجال؟!
هنيئـاً يابـلاد الخيـر دومــى . . كــأرض للثقـافـة والجـمـال
ففـى ارجائـك الغربـاء تكـرم تصـان حقوقهـم فـى كـل حــال
ومن زعموا عليـك بغيـر هـذا هـراء زعمهـم والقـول خـال
ولو شهدوا الذى شهدته عينى لكفّ المغرضون عن الجدال
كثيـراً مـا تمنيـت .. ولكـن , فأنّـى للامانـى مــن المـنـال ؟!
أعيـش بموطنـى حـراً طليقـاً كعصفـور عـلـى قـمـم الجـبـال
أغنـى تاركـاً غصنـاً لغـصـن , واشــدو للطبيـعـة والجـمـال
ولكن ليس عنـدى غيـر حبّـى ولا شوقـى اذا شـدّت رحالـى
فسبحـان الـذى اهـداك سحـراً وزانـك دون غيـرك بالجمـال
وأرسل نسمةً تصحيـك فجـراً لتغسـل وجهـك أنـداء الطـلال
وحببنا ترابك ان مشينـا , نخـاف عليـه مـن وطـىء النعـال
علّمنـا الأولـى قيـم الوفـاء نسيـر بهـا علـى نـهـج الأوالــى
فيا سودان نحن بنو ملوك اقاموا العـدل فـى الأول الخوالـى
وأبناء أولياء فى العصـور أشاعـوا النـور بالنهـج الرسالـى
فكانـوا قبلـة المستضعفيـن وقوّتـهـم عـلـى الأمــر المـحـال
رجال تنبرى جـوداً وفضـلاً فتحكـى كوامـن السّحـب الثّقـال
رجـال تنبـرى كرمـاّ وبـرّاً وفـى زمـن بــه الأحـسـان غــال
فكانـوا أمّـة بالخـيـر تسـعـى و لا ينقصـهـا تلبـيـة الـسـؤال
الا يكفينـنـا فـخــراً وعـــزّاً بـــأنّ آبـاءنــا بـحــر الـلآلــىء
فنحـن لأمّهـات طاهـرات , ونسـل الأكرمـيـن عــل التـوالـى
لنا فى الدهر أعظم أمّهـات نشـأن علـى الشجاعـة لا الـدلال
يقـدّمـن الأحـبّـة والبنـيـن .. لـفـوز بالشـهـادة فــى الـنـزال
ويدفعن الأشاوس بالنشيد لخوض الموت فـى حـرب سجـال
ومــا بمهـيـرة الا مـثـال .. لـربّــات كـبــرن عـــن الـمـثـال
نعزّك أيّهـا الوطـن المفـدّى وعـزّك أغلـى مـن نفـس ومـال
فأنت الآمر, النّاهى , المطاع , فقل لو شئت زحزحة الجبال
نلبـى لـك النـداء باندفـاع , كدفـع السهـم مـن وتــر النّـبـال
ولسنـا القائليـن اذا دعيـنـا , لتـذهـب أنــت وحــدك للقـتـال
تعلّمـنـا الشـدائـد كــل يــوم .. ونقتـحـم الشـدائـد لا نـبـالـى
تزيد ضراوة ونزيد صبـراً يبـثّ الخـوف قـى صـدر الرجـال
وكم متربـص بـك ذاق منّـا حمـام المـوت قهـراً وهـو قالـى
يسيـر النصـر اذ ما نحن سرنـا ونحـن لــه بأصـحـاب وآل
فيا سودان كيف أصيغ شعراً وقد عجز اللسـان عـن المقـال
ويا وطنى أحبّـك مـا حييـت , أحبـك فـى مكوثـى وارتحالـى
وأشهـد أنّ لا وطنـاّ سـواك , وأشهـد
أنـك الشعـب المثـالـى
تصب حياً فتحيا الأرض زرعاً بسح السّحب من قبل الـزوال
وبركات يجسـن علـى ثـراك يجـود بهـنّ غرسـك مـن نـوال
اليك أتيـت يـا وطنـى وكنـت قتيـل الوجـد مـن بعـد الوصـال
أسائـل كـل نسـم مـنـك آت ويعـجـز أن يــردّ عـلـى سـؤالـى
فأرسم صورةً لك فى البعيـد ويصغرعنـك نسـج فـى الخيـال
وكـم مـن ليلـة أرسـلـت طيـفـاً لطيـفـك عـلّـه بـيـن الليـالـى
أحبـك أيّهـا السـودان حبـاً علـى الأزمـان لــم يخـطـر بـبـال
ففيه وجـدت للايمـان ركنـاً يريـح القلـب مـن نـزغ الضـلال
تسـام الـروح دونـك وهـى فـرد فحبّـك جـاء بـعـد الله غــال
وكـم سلـم الـذى خـاض المنايـا ورعديـد يمـوت بــلا قـتـال
فـان كـان الخليـل يبـثّ يومـاً لعـزّة مــا بــراه مــن الـهـزال
وشوقـاً قـد أذاب اللحـم منـه وصـار الجسـم اشبـه بالـخـلال
فمات مع التمنّـى لسيـر حـاف وجلسـة خلـوة تحـت الظـلال
أعـاد الـحـبّ روحــه للخـلـود ورقّــاه الــى رتــب المعـالـى
كـذا الاوطـان تصنـع مـن بنيهـا رجـالاً يذخـرون لكـل حــال
فمنهم من يفى الاصلاح حقاً ومنهم من يموت على النّصـال
رضعت الشعر منك و كنت طفلاً وجئتـك شاعـراً فـذّ المقـال
فأدهشنـى الـذى أوحيتنـيـه بـأنـك هـالـة فــى ذا الـجـلال !!
كساك الزرع من خضرالثياب ولفّك( قرمصيص) مـن رمـال
فأنـت لنبتـة اصـل وفـصـل , وسـحـرك بابـلـىّ غـيـر بـالـى
ونيلـك جاريـاً عبـر الـقـرون يـجـود علـيـك بالـمـاء الــزلال
اذا حلّت بك الغربـاء يومـاً يـرون النخـل رهطـاً مـن موالـى
ومـن شهـد المحـاق علـى ثـراك يـخـال الـيـه ينـظـر للهلال
وتاسعـة الجنـان علـى الأديـم يطفـن عليـك ربّــات الحـجـال
تدانيهـن فـى الأوصـاف طـراً , وعيبـك ان مـا لـك لـلـزوال
فيا عجبى لما شاهـدت فيـك كأنـه آيـى رسـم فـى الخيـال !!
أخاطب نفسى فى غمر الذّهول أهذا جاء من صنع الرجال؟!
هنيئـاً يابـلاد الخيـر دومــى . . كــأرض للثقـافـة والجـمـال
ففـى ارجائـك الغربـاء تكـرم تصـان حقوقهـم فـى كـل حــال
ومن زعموا عليـك بغيـر هـذا هـراء زعمهـم والقـول خـال
ولو شهدوا الذى شهدته عينى لكفّ المغرضون عن الجدال
كثيـراً مـا تمنيـت .. ولكـن , فأنّـى للامانـى مــن المـنـال ؟!
أعيـش بموطنـى حـراً طليقـاً كعصفـور عـلـى قـمـم الجـبـال
أغنـى تاركـاً غصنـاً لغـصـن , واشــدو للطبيـعـة والجـمـال
ولكن ليس عنـدى غيـر حبّـى ولا شوقـى اذا شـدّت رحالـى
فسبحـان الـذى اهـداك سحـراً وزانـك دون غيـرك بالجمـال
وأرسل نسمةً تصحيـك فجـراً لتغسـل وجهـك أنـداء الطـلال
وحببنا ترابك ان مشينـا , نخـاف عليـه مـن وطـىء النعـال
علّمنـا الأولـى قيـم الوفـاء نسيـر بهـا علـى نـهـج الأوالــى
فيا سودان نحن بنو ملوك اقاموا العـدل فـى الأول الخوالـى
وأبناء أولياء فى العصـور أشاعـوا النـور بالنهـج الرسالـى
فكانـوا قبلـة المستضعفيـن وقوّتـهـم عـلـى الأمــر المـحـال
رجال تنبرى جـوداً وفضـلاً فتحكـى كوامـن السّحـب الثّقـال
رجـال تنبـرى كرمـاّ وبـرّاً وفـى زمـن بــه الأحـسـان غــال
فكانـوا أمّـة بالخـيـر تسـعـى و لا ينقصـهـا تلبـيـة الـسـؤال
الا يكفينـنـا فـخــراً وعـــزّاً بـــأنّ آبـاءنــا بـحــر الـلآلــىء
فنحـن لأمّهـات طاهـرات , ونسـل الأكرمـيـن عــل التـوالـى
لنا فى الدهر أعظم أمّهـات نشـأن علـى الشجاعـة لا الـدلال
يقـدّمـن الأحـبّـة والبنـيـن .. لـفـوز بالشـهـادة فــى الـنـزال
ويدفعن الأشاوس بالنشيد لخوض الموت فـى حـرب سجـال
ومــا بمهـيـرة الا مـثـال .. لـربّــات كـبــرن عـــن الـمـثـال
نعزّك أيّهـا الوطـن المفـدّى وعـزّك أغلـى مـن نفـس ومـال
فأنت الآمر, النّاهى , المطاع , فقل لو شئت زحزحة الجبال
نلبـى لـك النـداء باندفـاع , كدفـع السهـم مـن وتــر النّـبـال
ولسنـا القائليـن اذا دعيـنـا , لتـذهـب أنــت وحــدك للقـتـال
تعلّمـنـا الشـدائـد كــل يــوم .. ونقتـحـم الشـدائـد لا نـبـالـى
تزيد ضراوة ونزيد صبـراً يبـثّ الخـوف قـى صـدر الرجـال
وكم متربـص بـك ذاق منّـا حمـام المـوت قهـراً وهـو قالـى
يسيـر النصـر اذ ما نحن سرنـا ونحـن لــه بأصـحـاب وآل
فيا سودان كيف أصيغ شعراً وقد عجز اللسـان عـن المقـال
ويا وطنى أحبّـك مـا حييـت , أحبـك فـى مكوثـى وارتحالـى
وأشهـد أنّ لا وطنـاّ سـواك , وأشهـد
أنـك الشعـب المثـالـى